
سيدي رئيس الجمهورية التونسية المحترم،
تلقّينا ببالغ الحزن والاستياء نبأ مقتل مواطن تونسي في مدينة مرسيليا الفرنسية، وذلك إثر تدخل من قبل الشرطة المحلية. ووفقًا للمعلومات الأولية، فإن الضحية لم يكن يحمل سلاحًا ناريًا عند وقوع الحادث، ومع ذلك تم إطلاق النار عليه في أماكن قاتلة، وهو ما يثير شكوكًا كبيرة حول مدى تناسب استخدام القوة من طرف عناصر الشرطة.
بصفتي رئيس جمعية التونسيين في نوفارا – إيطاليا، أعبّر باسم كل أفراد الجالية التونسية عن إدانتنا الشديدة لما حدث، ونطالب بتدخل عاجل من الدولة التونسية لمتابعة القضية وضمان كشف الحقيقة وتحقيق العدالة.
كما نلفت انتباهكم إلى أنّ مثل هذه الحوادث قد تكررت في الآونة الأخيرة في عدد من الدول الأوروبية، حيث تم تسجيل حالات إطلاق نار قاتل من طرف الشرطة تجاه مهاجرين أجانب، غالبًا ما يكونون غير مسلحين. هذه الوقائع تطرح تساؤلات جدية حول مدى تأهيل وتدريب أعوان الأمن في التعامل مع مثل هذه المواقف دون اللجوء إلى استخدام مفرط ومميت للقوة، وكأن الهدف هو القتل المباشر وليس السيطرة على الوضع.
إننا نعتبر أنّ المسّ بحياة المواطن دون مبرر حقيقي يشكّل انتهاكًا صارخًا للحقوق الأساسية والكرامة الإنسانية، وهو أمر غير مقبول بتاتًا.
وعليه، نطالب بما يلي:
مطالبة السلطات الفرنسية بفتح تحقيق نزيه وشفاف في الحادثة؛
توفير الدعم القانوني والدبلوماسي لعائلة الضحية؛
متابعة مثل هذه الانتهاكات في الدول الأوروبية الأخرى، والتدخل لدى الجهات الدولية المختصة لحماية حقوق مواطنينا في الخارج.
إنّ جاليتنا تعيش حالة من الصدمة والخوف من تكرار مثل هذه الحوادث في ظل إفلات مرتكبيها من العقاب. ونحن نثق في قيادتكم الحكيمة وقدرتكم على إيصال صوت تونس عاليًا للدفاع عن أبنائها أينما وجدوا.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير،
محمد البوعلي
رئيس جمعية التونسيين في نوفارا – إيطاليا